كان كوروش أول من نحت قانون حقوق الانسان علی الحجر كما وضع الشحنات الثقيلة للحضارة الآرية علی رؤوس اعمدة تخت جمشيد لتكون معلماً حضارياً علی امتداد التاريخ، كما ان رماح الصيد الحادة، صنعت من الحجر في المرة الاولی كما أن النار اهدت حرارتها الی البشرية عندما خرجت شرارتها الاولی نتيجة لإحتكاك الحجر. فإن للحجر اهمية خاصة في ثقافتنا وهو محرم الأسرار والصاحب الامين، فكل حجر يمثل رمزاً من رموز الصمود والصبر والمقاومة ضمن حدود معينة.
ولكن عندما يأتي الحديث عن حجر بروفیري فلا يمكن تصور مدی مقاومته وتحمله التي ليس لها حدود بالقياس مع الأحجار، لأنه الحجر الأكثر مقاومة، وكان المصريون قد استخرجوا حجراً من جبل الدخان منذ اقدم العصور وقد سمي بحجر بروفیري.
أحجار بروفیري أضحت مظهراً من مظاهر القوة والتماسك بسبب صلابتها ومقاومتها العالیة وان جمیع القصور الامبراطورية في مصر مزينة بهذا النوع من الحجر وكان ملوكها يبنون غرف الولادة لزوجاتهم بإستخدام هذا الحجر لكي يهدوا الی ابنائهم الصلابة والقوة المتناهية منذ الولادة.
البروفیري الأحمر كان الأحب الی اسرة الحكام والملوك وقد أسموه البروفیري الأحمر الإمبراطوري كما سمّي البروفیري الأخضر ببروفیري سربتنین.
في بداية الستينيات من القرن الماضي تشكلت هيئة ترنتينو للاستثمار في ايطالیا نظراً لأهمية حجر البروفیري ومدی كسهام هذا الحجر في تقدم الاقتصاد المحلي وقد قامت بتوسيع علاقات التعاون مع شركات مشتاقة لإكتشاف وإستخراج هذا الحجر مما أدی الی اتساع المجالات التجارية لتشتمل علی المعدات والتقنيات المستخدمة في مجالات التعدين، وكانت تجارة حجر البروفیري قد تجاوزت حدود ايطالیا في السبعينيات وامتدت الی معظم الدول الاوربية.
ان الاقبال علی البروفیري قد أدی إلی حدوث طفرة نوعية في تقنية الأجهزة الميكانيكية المستخدمة في استخراجه وتصنيعه خلال الثمانينيات والتسعينيات وقد تأسست العديد من الشركات لغرض المزيد من الإكتشافات وإستخراج وتصنيع البروفیري.
